الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم ما يقوله شيخ الطريقة بأن له نورًا يتطلع به على أمور الغيب

الجواب
لا يعلم الأمور الغيبية إلا الله -جل وعلا-، قال تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾[النمل: 65]، وتسميته ما يدعيه من علم الغيب أمر من التلبيس على الناس، حتى يقبلوا ما يقول من الباطل، وإطلاقه النفاق على من لم يصدقه فيما يدعيه ليس بصحيح، بل الواجب تكذيبه في دعواه علم الأمور الغيبية، وقد صدر منا فتوى برقم(189) في حكم مدعي الغيب هذا نصها: (الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾[الأنعام: 59]، وقال تعالى: ﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾[النمل: 65]، لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب، قال الله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾[الجن: 26- 27]، وقال تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾[الأحقاف: 9]، وثبت في حديث طويل من طريق أم العلا أنها قالت: لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله -عز وجل-، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «ما يدريك أن الله أكرمه؟» فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي» فقلت: والله لا أزكي بعده أحدًا أبدًا» رواه أحمد وأورده البخاري في (كتاب الجنائز) من (صحيحه) وفي رواية له: «ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به»، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عند البخاري ومسلم، «أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، فقال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل» ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دون ما سواه من المغيبات وأخبره به عند الحاجة)
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/60-62)المجموعة الثانية.
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟