الجواب
الذي يظهر لي أن هذا ليس من السفر؛ لأنه ليس سفراً فيما اعتاده الناس؛ إذ أن هذه المرأة تذهب إلى مكان عملها وترجع في يومها، ومثل هذا في عصرنا لا يتأهب له أهبة السفر ولا يعده الناس سفراً، فلا يشيعون المسافر ولا يودعونه ولا يستقبلونه ويحيونه تحية القادم، وعلى هذا فيجوز لها أن تذهب مع زميلاتها إلى المدرسة فتدرس وترجع في يومها في مثل هذه المسافة القصيرة، أما أن تذهب وحدها مع السائق وهو ليس من محارمها فهذا حرام، ولا يحل لها ذلك سواء كان هذا داخل البلد أو خارجه؛ لأن ذلك من الخلوة ولأنه سبب للفتنة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يخلون رجل بامرأة»، وحذر من أسباب الفتن والوقوع فيها في عدة أحاديث، ومنها: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من سمع بالدجال فلينأ عنه»، أي: فليبعد خوفاً من فتنة الدجال، فكل أسباب الفتن يجب على المرء الحذر منها والبعد عنها، فأحذر إخواني السامعين من التهاون بهذا الأمر؛ لأنه خطير للغاية والله الموفق.