السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم حلق اللحية لأسباب سياسية أو لتمكن من الدعوة

الجواب
لا يجوز للمسلم أن يحلق لحيته لأسباب سياسية، أو ليمكن من الدعوة، بل الواجب عليه إعفاؤها وتوفيرها؛ امتثالا لأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما صح عنه من الأحاديث، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين» فإذا لم يتمكن من الدعوة إلا بحلقها انتقل إلى بلاد أخرى يتمكن من الدعوة فيها بغير حلق، إذا كان لديه علم وبصيرة؛ عملا بالأدلة الشرعية في ذلك، مثل قوله سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل: 125] الآية، وقوله سبحانه: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف: 108] الآية.
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود وجهادهم: «ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» متفق على صحته.
والآيات والأحاديث في وجوب الدعوة إلى الله وبيان فضلها كثيرة، وحاجة المسلمين وغيرهم إليها شديدة؛ لأنها هي الوسيلة لتبصير الناس بدينهم وإرشادهم إلى أسباب النجاة، ولأنها وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم بإحسان.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(10/91- 92)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟