السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم حلق اللحية أو أخذ شيء منها

الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
حلق اللحية حرام لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة الصريحة والأخبار ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار فمن ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب» وفي رواية «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى» وفيه أحاديث أخرى بهذا المعنى. وإعفاء اللحية تركها على حالها، وتوفيرها إبقاءها وافرة من دون أن تحلق أو تنتف أو يقص منها شيء. حكى ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض واستدل بجملة أحاديث منها حديث ابن عمر -رضي الله عنه- السابق وبحديث زيد بن أرقم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا» صححه الترمذي قال في الفروع وهذه الصيغة عند أصحابنا -يعني الحنابلة- أتقتضي التحريم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة؛ لأن مشابهتهم في الظاهر سببا لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل وفي نفس الاعتقادات، فهي تورث محبة وموالاة في الباطن. كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وروى الترمذي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى» الحديث، وفي لفظ «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه الإمام أحمد ورد عمر بن الخطاب شهادة من ينتف لحييه وقال الإمام ابن عبد البر في التمهيد: (يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال) يعني بذلك المتشبهين بالنساء، «وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- كثير شعر اللحية» رواه مسلم عن جابر، وفي رواية «كثيف اللحية،» وفي أخرى «كث اللحية» والمعنى واحد، ولا يجوز أخذ شيء منها لعموم أدلة المنع.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(5/ 152- 154)
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
إبراهيم بن محمد آل الشيخ ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟