الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم تهذيب اللحية وأخذ الزائد منها

الجواب
دلت الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وجوب توفير اللحية وإرخائها كما كانت وأنه يحرم التعرض لها بحلق أو تقصير أو تشذيب أو تهذيب ومن ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر -رضي الله عنهما- ، أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين» وفي رواية للبخاري: «قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين» وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس» وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة وما ذكر فيه الكفاية إن شاء الله. وقد نقل العلامة الكبير أبو محمد ابن حزم قوله: (اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض) والأحاديث السابقة تدل على وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها كما تدل على تحريم حلقها وتقصيرها وتهذيبها؛ لأن الأصل في الأوامر الوجوب والأصل في النواهي التحريم، ولا يجوز أن تصرف عن أصلها وظاهرها إلا بدليل وحجة صحيحة يحسن الاعتماد عليها ولا حجة أو دليل يصرفها عن ذلك، فيجب على كل مسلم امتثال أمر رسول الله ج والتأسي به فقد كان -صلى الله عليه وسلم- كث اللحية كما صح عنه ولم ينقل عن أحد من أصحابه وهم خير القرون أنه كان يقصر لحيته إلا ما كان من عبد الله بن عمر فقد جاء عنه أنه كان يأخذ من لحيته في الحج على ما زاد عن القبضة، فلا يحتج بفعله مع ثبوت الأحاديث الصحيحة، وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين» متفق عليه. والحجة في رواية الراوي لا في فعله واجتهاده وقد ذكر العلماء أن رواية الراوي من الصحابة ومن بعدهم الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الحجة وهي مقدمة على رأيه إذا خالف السنة فإنه يحتج بروايته للسنة ولا يحتج بفعله على السنة.
وأما ما رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها، فإن هذا الحديث ضعيف الإسناد بل باطل منكر ولم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأن في إسناده عمر بن هارون البلخي وهو متروك الحديث ومن المتهمين بالكذب فلا يحتج به، وعلى ذلك فإنه لا عبرة بفعل هؤلاء الشباب والواجب عليهم وعلى كل مسلم امتثال أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- والحذر من مخالفة أمره أو التشبه بأعداء الله ورسوله والبعد عن مشابهة النساء وأن يكون الإنسان قدوة حسنة في أقواله وأفعاله والواجب مناصحة من خالف ذلك وحثه وترغيبه في طاعة الله ورسوله وامتثال أوامرهما واجتناب نواهيهما في كل شيء.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(11/ 328- 330)
عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد ... عضو
صالح بن فوزان الفوزان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟