الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم تسمية المخلوق بأسماء الخالق

الجواب
أولا: الفرق بين الاسم والصفة: أن الاسم ما دل على الذات وما قام بها من صفات، وأما الصفة: فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية، كالعلم والقدرة، أو فعلية كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.
ثانيا: قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه، كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به، ويميز به عن الآخر، فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ولا تمثيله بهم، وإن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلي للفظ، لأن المعنى الكلي ذهني فقط لا وجود له في الخارج.
ومن ذلك أن الله سمى نفسه حيا، فقال: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾[البقرة: 255]، وسمى بعض عباده حيا فقال: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾[الأنعام: 95]، وليس الحي كالحي، بل لكل منهما في الخارج ما يخصه، وسمى أحد ابني إبراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام، كما سمى نفسه عليما حليما، ولم يلزم من ذلك التمثيل؛ لأن لكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان، وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير، وسمى نفسه سميعا بصيرا، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[النساء: 58]، وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا، فقال: ﴿فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾[الإنسان: 2]، ولم يلزم التمثيل؛ لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك.
ومن ذلك أن الله وصف نفسه بالعلم، فقال: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾[البقرة: 255]، ووصف بعض عباده بالعلم فقال: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الإسراء: 85] ووصف نفسه بالقوة فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾[الذاريات: 58]، ووصف بعض عباده بالقوة فقال: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾[الروم: 54]. وليست القوة كالقوة وإن اشتركا في العبارة والمعنى الكلي، لكن لكل من الموصوفين ما يخصه ويليق به إلى أمثال ذلك من الصفات.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/365-367)المجموعة الثانية
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟