الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الطواف بالقبر وهل يعذر فاعله بجهله ؟

الجواب
الصواب قول من قال: إن هذا لا يعذر؛ لأن هذه أمور عظيمة وهي من أصول الدين ، وهو أول شيء دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل الصلاة والصوم والزكاة وغير ذلك ، فأصول الدين لا يعذر فيها بالجهل لمن هو بين المسلمين ويسمع القرآن ويسمع الأحاديث . الاستغاثة بأصحاب القبور والنذر لهم ودعاؤهم وطلبهم الشفاء والمدد ، كل هذا من أعظم الشرك بالله عز وجل .
والله -سبحانه - يقول في كتابه العظيم: ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[المؤمنون: 117] فسماهم كفارا بذلك .
وقال - عز وجل -: ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾[فاطر: 13- 14] سبحانه وتعالى سمى دعاءهم إياهم شركا ، والله يقول - جل وعلا -: ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أحدًا﴾[الجن: 18].
ويقول - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾[يونس: 106] . فالظالمون هم المشركون ، إذا أطلق الظلم فهو الشرك ، كما قال - عز وجل -: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[لقمان:13] .
وهكذا الطواف بالقبور ، إذا طاف يتقرب بذلك إلى صاحب القبر ، فهو مثل إذا دعا واستغاث به يكون شركا أكبر ، أما إذا طاف يحسب أن الطواف بالقبور قربة إلى الله - قصده التقرب إلى الله كما يطوف الناس بالكعبة - ليتقرب إلى الله بذلك وليس يقصد الميت ، فهذا من البدع ومن وسائل الشرك المحرمة والخطيرة ، ولكن الغالب على من طاف بالقبور أنه يتقرب إلى أهلها بالطواف ويريد الثواب منهم والشفاعة منهم ، وهذا شرك أكبر - نسأل الله العافية - كالدعاء .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/230)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟