السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم الحلف بغير الله

الجواب
الحلف بغير الله من ملك أو نبي أو ولي أو مخلوق ما من المخلوقات محرم؛ لما ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : «أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه فناداهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: إلا إن الله -عز وجل- ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت» وفي رواية أخرى عنه أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله»، وكانت قريش تحلف بآبائها فقال: «لا تحلفوا بآبائكم» رواهما مسلم وغيره، فنهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الحلف بغير الله، والأصل في النهي التحريم، بل ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه سماه: شركا، روى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» رواه أحمد بسند صحيح، ورواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم، عن ابن عمر أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، وقد حمل العلماء ذلك على الشرك الأصغر، وقالوا: إنه كفر دون الكفر الأكبر المخرج عن الملة والعياذ بالله فهو من أكبر الكبائر، ولهذا قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقًا)، ويؤيد ذلك ما رواه أبو هريرة، عن
رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لأخيه: تعال أقامرك فليتصدق» رواه مسلم وغيره فأمر-صلى الله عليه وسلم- من حلف من المسلمين باللات والعزى أن يقول بعد ذلك: لا إله إلا الله، لمنافاة الحلف بغير الله كمال التوحيد الواجب؛ وذلك لما فيه من إعظام غير الله بما هو مختص بالله وهو الحلف به، وما ورد في بعض الأحاديث من الحلف بالآباء فهو قبل النهي عن ذلك جريا على ما كان معتادا في العرب في الجاهلية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/343-345)
عبد الله بن منيع ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟