الجواب
قد أجمع المسلمون على أن النبي- صلى الله عليه وسلم-هو أفصح ولد آدم، وعلى أن الشعر محجوب عنه - صلى الله عليه وسلم- ؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ﴾[يس: 69] وأجمعوا على أن فصاحة القرآن الكريم معجزة له - صلى الله عليه وسلم- دالة على صدق نبوته، وأجمعوا على براءة القرآن الكريم في سوره وآياته من الشعر؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ﴾[الحاقة: 41] ، فليس في القرآن الكريم آية تامة على وزن بيت تام من الشعر. وبالنظر في الكتاب المذكور (التطبيق العروضي) وجد في الصفحات (36 ، 40 ، 45 ، 49 ، 53 ، 57 ، 61 ، 68) تضمين التقطيع ببعض آية في شطر البيت في بحور الشعر لا على وزن بحر تام من الشعر. وفي ص (71) تضمين بآية على شطر بيت من الشعر لا على بيت تام. وفي ص (65) التضمين بآية على البحر المتقارب، وزاد في الآية حرفا ليس منها.
وفي هذه المواضع يقول مؤلف هذا الكتاب: (ومن الطريف أن نجد هذا البحر في بعض آيات القرآن، نحو قوله. . .) إلخ.
والحال أن ما ذكر هو جزء من آية على وزن شطر بيت من الشعر، لا على وزن بيت تام من الشعر، والله سبحانه أنزل كتابه في سوره وآياته وليس فيه سورة ولا آية تامة على وزن بيت تام من الشعر، وهذا من وجوه إعجاز القرآن العظيم.
وبناء على ما تقدم فيكون ما ذكر في هذا الكتاب تلبيس على عقول القراء عامة وعلى الطلاب خاصة؛ ولهذا فإن اللجنة ترى منع الكتاب المذكور من التداول، وأنه لا يجوز تدريسه للطلاب؛ حماية لكتاب الله تعالى ولعقائد المسلمين من الزيغ والشك، وعلى مؤلفه أن يحذف ما ذكره في الكتاب بشأن الموضوع السابق، وأن لا يغتر بمن سبقه ممن تساهل في هذا الأمر وهجر العلماء صنيعهم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.