الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 26-03-2020

حكم استفتاء أكثر من عالم في المسألة الواحدة

الجواب
لا يجوز للإنسان إذا استفتى عالماً واثقاً بقوله أن يستفتي غيره؛ لأن هذا يؤدي إلى التلاعب بدين الله وتتبع الرخص؛ بحيث يسأل فلاناً فإن لم يناسبه سأل الثاني، وإن لم يناسبه سأل الثالث وهكذا.
وقد قال العلماء في تتبع الرُّخص: فسق.
لكن أحياناً يكون الإنسان ليس عنده من العلماء إلا فلان مثلاً، فيسأله من باب الضرورة، وفي نيته أنه إذا التقى بعالم أوثق منه في علمه ودينه سأله، فهذا لا بأس به أن يسأل الأول للضرورة، ثم إذا وجد من هو أفضل سأله.
وإذا اختلف العلماء عليه في الفتيا، أو فيما يسمع من مواعظهم ونصائحهم -مثلاً- فإنه يتبع من يراه إلى الحق أقرب في علمه ودينه، فإن تساوى عنده الرجلان في العلم والدين فقال بعض العلماء: يتبع الأحوط وهو الأشد.
وقيل: يتبع الأيسر، وهذا هو الصحيح؛ أنه إذا تعادلت الفتيا عندك فإنك تتبع الأيسر؛ لأن دين الله -عزّ وجلّ- مبني على اليسر والسهولة، لا على الشدة.
وقد قالت عائشة رضي الله عنها في وصف النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً».
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(46)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟