الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم أخذ المدرس إجازة قبل بدء الدراسة والتبرع براتب الإجازة للطلاب الفقراء

الجواب
لا يحل للإنسان أن يطلب إجازة إلا حيث يجيز ذلك النظام، فإن أجاز النظام هذا فلا بأس، وحينئذٍ يحل له الراتب الذي يكون له على هذه الأيام.
أما إذا كان لا يجيزه النظام، فإنه لا يحل لمديره أن يوافقه على ذلك، وإن قدر أنه وافقه، فإن الراتب المقابل لهذه الأيام لا يحل له حتى وإن صرفه لفقراء الطلاب، أو لمصالح المدرسة. وإنني بهذه المناسبة أحب أن أنصح إخواني الموظفين أن يتقوا الله -عزّ وجلّ- في أنفسهم، وفي حكومتهم، وفي شعبهم، فإن أخذ ما لا يستحقون ظلم لأنفسهم؛ لأنهم يستبيحون لأنفسهم أكل مال بالباطل بدون حق، وهذا من ظلم النفس، فعليهم أن يتقوا الله، وليحذر أولئك الذين يقصرون في أداء الواجب عليهم في النظام ليحذروا مما حدث به النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حيث قال: « يا أيها إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون﴾[البقرة: 172]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾[المؤمنون: 51]، ثم ذكر النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟»، ليحذروا أن يكونوا مثل هؤلاء.
ولهذا ذكر الفقهاء -رحمهم الله- من شروط الدعاء الإخلاص، واجتناب أكل الحرام، فليحذر المؤمن من التهاون في أداء ما يجب عليه أداؤه من العمل سواء كان في الحكومة، أو في القطاع الخاص.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/497-498)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟