الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ترك الصلاة بسبب دراسته المختلطة فما هي النصيحة؟

الجواب
هذا السؤال سؤال غريب، شاهد من الواقع على فساد المدارس المختلطة، وأنها شر وفتنة، ودليل من الواقع على أنه يجب على هؤلاء الذين جعلوا مدارسهم مختلطة أن يميزوا مدارس النساء عن مدارس الرجال، حتى يسلموا من هذه الفتنة العظيمة التي أوجبت لمثل هذا الشاب أن يضل هذا الضلال في دينه فلا يصلي.
وبهذه القصة الغريبة يتبين الخطر الكامن في المدارس التي يختلط فيها الرجال والنساء، ويتبين حكمة الشرع في وجوب الفصل بين الرجال والنساء في الدراسة وكذلك في العمل.
ولقد ثبت في صحيح البخاري أن امرأة جاءت إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-تشكو إليه أن الرجال غلبوهنّ على النبي-صلى الله عليه وسلم-حيث يختلطون به كثيراً، ويأخذون من علمه، وطلبت من النبي-صلى الله عليه وسلم- أن يأتيهنّ ليعلمهنّ مما علمه الله، ووعدهن النبي-صلى الله عليه وسلم- موعداً في بيت إحداهنّ، وجاء إليهنّ فعلمهنّ.
لم يقل النبي-صلى الله عليه وسلم-: احضرنّ مع الرجال ليتعلموا ما يتعلمه الرجال، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- وعدهنّ يوماً في مكان وحدهن يعلمهنّ مما علمه الله.
ولما كان النساء يحضرنَ الصلاة مع النبي-صلى الله عليه وسلم- وكان لا بد من حضورهنّ المسجد إذا أردن الجماعة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها».
كل هذا حثاً منه -صلوات الله وسلامه عليه- على أن تبتعد المرأة من الرجل، وفيه بيان أن قرب المرأة من الرجل شر لقوله «وشرها أولها».
فالواجب على المسلمين أن يأخذوا مثل هذا الهدي العظيم الذي به رحمة الخلق وصلاحهم وسعادتهم وفلاحهم، كما قال الله تعالى مبيناً الحكمة في إرسال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنبياء: 107].
فإذا كانت شريعة النبي-صلى الله عليه وسلم-رحمة للعالمين كانت سبباً مقتضياً للرحمة إذا تمسك بها المسلمون، فنصيحتي لهؤلاء -الذين جعلوا مدارسهم مختلطة بين الرجال والنساء- أن يتوبوا إلى الله -عزّ وجلّ- من ذلك وأن يميزوا بين مدراس الرجال والنساء، ويفصلوا بينهم وتكون المدرسة التي تدرس المختلطين خاصة بالنساء والمدرس الذي يدرس المختلطين خاصاً بالرجال، نسأل الله تعالى أن يمن على المسلمين بما تقتضيه شريعة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-من الآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات والعقائد السليمة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/504 - 505)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟