الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

بيان معنى قولهم: (ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة)

الجواب
فقولنا: (ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة، وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة) نريد بذلك أن هذه الآية كغيرها من آيات الصفات يراد بها حقيقة معناها مع تنزيه الله تعالى، عما لا يليق به من كونه مختلطا بخلقه، بل هو سبحانه على عرشه بائن من خلقه.
وحقيقة المعية لا تستلزم الاختلاط، ولهذا تقول العرب: (ما زلنا نسير والقمر معنا) مع أن القمر في السماء، ولا يفهم أحد من ذلك أن القمر في الأرض، فالرب -جل وعلا- أعظم وأجل فهو مع خلقه، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية، حيث قال: (وكل هذا الكلام الذي ذكره الله -من أنه فوق العرش وأنه معنا- حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف) وقال قبل ذلك: (وليس معنى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾[الحديد: 4] أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان) ا.ه-. كلامه. وبهذا التقرير علم أن الله تعالى مع خلقه حقا وإن كان بذاته فوق عرشه ولا تناقض بين هذا وهذا.
وبه أيضا بطل احتجاج أهل التأويل من الأشعرية وغيرهم على أهل السنة، حيث قالوا لأهل السنة: لم تنكرون علينا التأويل فيما نؤوله من آيات الصفات وأحاديثها بصرفها عن حقيقتها، وأنتم تؤلون نصوص المعية وتصرفونها عن حقيقتها.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/133-134)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟