الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان كيفية الوضوء الصحيحة

الجواب
النبي - صلى الله عليه وسلم- وضح للأمة الوضوء بفعله -عليه الصلاة والسلام- مفسرا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة: 6] فسره النبي - صلى الله عليه وسلم- بفعله للصحابة، فكان -عليه الصلاة والسلام- إذا قام للوضوء غسل كفيه ثلاث مرات أولا -وهذا مستحب- ثم يبدأ يتمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه عموما من منابت شعر الرأس إلى الذقن طولا وعرضا إلى فروع الأذنين، ثم يغسل ذراعيه مع المرفقين، ثم يمسح رأسه مع الأذنين، ثم يغسل الرجل مع الكعبين.
هكذا كان يفعل -عليه الصلاة والسلام- ، هذه صفة وضوئه، يغسل كفيه ثلاثًا أولا ولا سيما إذا قام من النوم يتأكد ذلك، فيجب أن يغسل كفيه ثلاث مرات قبل إدخال يده في الإناء، ثم يبدأ فيتمضمض ويستنشق ويستنثر ويغسل وجهه، والواجب مرة، ورد أنه توضأ مرة مرة، ثم يغسل ذراعيه مرة مرة مع المرفقين، ثم يمسح رأسه كله مرة واحدة مع الأذنين؛ يدخل إصبعيه في صماخ أذنيه، ويمسح ظاهر أذنيه بالإبهامين، ثم يغسل الرجلين مع الكعبين، مرة واحدة الواجب. وتوضأ لهم مرتين مرتين، وتوضأ لهم ثلاثًا ثلاثًا حتى يعلموا السنة، فالمرة الواحدة فريضة، والمرتان سنة، والثلاث هي التمام، أفضل أن تكون ثلاثًا ثلاثًا، وهو الغالب من فعله -عليه الصلاة والسلام- ، إلا الرأس مسحة واحدة لا يكرر ثلاثًا، الرأس يمسحه مرة، بدأ بالمقدمة إلى قفاه، ثم يرده إلى المكان الذي يبدأ منه، فهكذا كان يفعل -عليه الصلاة والسلام- ، والواجب أن تكون المرفقان داخلين في غسل اليدين، وهكذا الكعبان تدخلان في غسل الرجلين.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا غسل يديه أشرع في العضد، وإذا غسل رجليه أشرع في الساق» حتى يدخلا في ذلك؛ أعني المرفقين والكعبين؛ لقوله -جل وعلا-: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ﴾[المائدة: 6] إلى يعني: مع المرافق. وقوله: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة: 6] معناه: مع الكعبين. فالكعب مغسول والمرفق مغسول، هذا صفة وضوئه -عليه الصلاة والسلام- ، مرة مرة، أو مرتين مرتين، أو ثلاثًا ثلاثًا، وربما غسل بعض الأعضاء مرتين وبعضها ثلاثًا، فالأمر واسع، الواجب مرة مرة، وليتمضمض مرة وليستنشق مرة، ويغسل وجهة مرة، يعمه بغسل، ثم اليدين مرة مرة، ويمسح رأسه مع الأذنين مرة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين مرة، هذا هو الواجب، والأفضل أن يزيد فيكرر غسل الوجه واليدين والرجل مرتين أو ثلاثًا، والثلاث أكمل وأفضل، أما الرأس فإنه يكفيه مرة واحدة لا يكرر، يمسحه مرة واحدة بيديه مع أذنيه، والأفضل أن يبدأ بمقدم رأسه ثم يمر بيديه إلى قفاه، ثم يعيدهما إلى المكان الذي بدأ منه مع إدخال إصبعيه في أذنيه ومسح ظاهرهما بإصبعيه.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(5/72- 74)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟