الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان حكم إعفاء اللحية

الجواب
وبناء على ذلك يسرني أن أخبركم: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أعفى لحيته، وهكذا أصحابه -رضي الله عنهم- ، وثبت عنه في الصحيحين أنه قال: «قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، خالفوا المشركين» ، وروى البخاري في صحيحه، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «وفروا اللحى، وقصوا الشوارب، خالفوا المشركين» ، وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس».
فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها، كلها تدل على وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها، وعلى تحريم حلقها أو قصها.
وتعلمون حفظكم الله أن الواجب على المسلم: امتثال أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطاعته أينما كان، ومن أي جنس كان، وعلى أي مستوى كان؛ لقوله سبحانه: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾[النساء: 80]وقوله -عز وجل-: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[الحشر: 7] وقول -عز وجل-: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[النور: 54]وقوله سبحانه: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[النور: 56] والآيات في هذا الأمر كثيرة.
فالواجب عليكم العناية بتوفير اللحية وإعفائها وإرخائها، ونصيحة من حولكم بذلك، وأمرهم بطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء، وذلك هو طريق العزة والسعادة والنجاة والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة وفقكم الله لما في صلاح دينكم ودنياكم، ولما فيه صلاح العباد والبلاد، ونصر بكم دينه، وأعانكم على كل خير، إنه جواد كريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(10/94- 95)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟