الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

بيان أنواع الشرك وهل الحلف بغير الله شرك ؟

الجواب
الشرك نوعان: شرك أكبر وشرك أصغر ، فالشرك الأكبر: صرف العبادة لغير الله أو بعضها ، كدعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم أو للجن أو للملائكة ، هذا يقال له شرك أكبر ، كما كانت قريش وغيرها من العرب يفعلون ذلك عند أصنامهم وأوثانهم ، ومن ذلك جحد الإنسان أمرا معلوما من الدين بالضرورة وجوبا أو تحريما ، فمن جحده كان كافرا ومشركا شركًا أكبر ، كمن قال: الصلاة لا تجب على المكلفين من المسلمين ، أو قال: الزكاة لا تجب على من عنده مال ، أو قال: صوم رمضان لا يجب على المسلم المكلف ، أو أحل ما حرمه الله كما هو معلوم من الدين بالضرورة ، كأن يقول: الزنا حلال ، أو شرب المسكر حلال ، أو عقوق الوالدين حلال ، أو السحر حلال ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا يكون كافرا ومشركا شركا أكبر ، القاعدة أن من صرف العبادة أو بعضها لغير الله من أصنام أو أوثان أو أموات أو غيرهم من الغائبين فإنه مشرك شركا أكبر ، وكذلك الحكم فيمن جحد ما أوجب الله ، أو ما حرم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة مما أجمع عليه المسلمون ، فهذا يكون كافرا ومشركا شركا أكبر . وكل من أتى ناقضا من نواقض الإسلام يكون مشركا شركا أكبر كما قلنا .
أما الشرك الأصغر فهو أنواع أيضا: مثل الحلف بغير الله ، والحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وبالأمانة ، وبرأس فلان ، وما أشبه ذلك ، فهذا شرك أصغر ؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» وهكذا الرياء ، يقرأ للرياء أو يتصدق للرياء ، فهذا شرك أصغر ؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: " الرياء» . وهكذا لو قال: ما شاء الله وشاء فلان - بالواو - أو: لولا الله وفلان، أو: هذا من الله وفلان ؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله وحده ثم شاء فلان». ولما «قال رجل: يا رسول الله ما شاء الله وشئت، قال: " أجعلتني لله ندا ؟ ما شاء الله وحده».
وقد يكون الشرك الأصغر شركا أكبر إذا اعتقد صاحبه أن من حلف بغير الله أو قال: ما شاء الله وشاء فلان ، فإن له التصرف في الكون ، أو أن له إرادة تخرج عن إرادة الله وعن مشيئته سبحانه ، أو أن له قدرة يضر وينفع من دون الله ، أو اعتقد أنه يصلح أن يعبد من دون الله وأن يستغاث به ، فإنه يكون بذلك مشركا شركا أكبر بهذا الاعتقاد.
أما إذا كان مجرد حلف بغير الله من دون اعتقاد آخر ، لكن ينطق لسانه بالحلف بغير الله ؛ تعظيما لهذا الشخص ، يرى أنه نبي أو صالح ، أو لأنه أبوه أو أمه وتعظيمها لذلك ، أو ما أشبه ذلك ، فإنه يكون من الشرك الأصغر وليس من الشرك الأكبر.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/367)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟