الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

المسافر مخير بين الصيام والإفطار

الجواب
المسافر له أن يصوم وله أن يفطر؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185] وكان الصحابة - رضي الله عنهم- يسافرون مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، فمنهم الصائم ومنهم المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- يصوم في السفر، قال أبو الدرداء - رضي الله عنه-: «سافرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في حر شديد وما منا صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة»، والقاعدة في المسافر أنه يخير بين الصيام والإفطار، ولكن إن كان الصوم لا يشق عليه فهو أفضل؛ لأن فيه ثلاث فوائد:
الأولى: الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
الثانية: سهولة الصوم على الإنسان؛ لأن الإنسان إذا صام مع الناس كان أسهل عليه.
الثالثة: سرعة إبراء ذمته، هذا إذا كان الصوم لا يشق عليه.
فإن كان يشق عليه، فإنه لا يصوم، وليس من البر الصيام في السفر في مثل هذه الحال، لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام- رأى رجلاً قد ظلل عليه وحوله زحام فقال: «ما هذا؟» قالوا: صائم، فقال: «ليس من البر الصيام في السفر» ، فينزل هذا العموم على من كان في مثل حال هذا الرجل يشق عليه الصوم، وعلى هذا نقول: السفر في الوقت الحاضر سهل كما قال السائل: لا يشق الصوم فيه غالباً فإذا كان لا يشق الصوم فيه فإن الأفضل أن يصوم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(19/135-136)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟