الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

الجواب عما أورده السائل من إشكال في تقبيل المصحف

الجواب
أقول في هذا: إن تقبيل المصحف بدعة ليس بسنة، والفاعل لذلك إلى الإثم أقرب منه إلى السلامة فضلاً عن الأجر، فمقبل المصحف لا أجر له، لكن هل عليه إثم أو لا ؟
نقول: أما نيته تعظيم كلام الله فلاشك أنه مأجور عليها، لكن التقبيل بدعة، لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يكن في عهد الصحابة - رضي الله عنهم -.
وأما قول السائل: إنه لم يجمع في مصحف، فنعم لكنه موجود مكتوباً في اللِّخَاف [صفائح الحجارة الرقاق] وعسب النخل وغيرها، ولم يرد أن الرسول كان يقبل ما كتبت فيه الآية، ولا أن الصحابة يفعلون ذلك في عهده، ولا فعلوه بعد جمع القرآن أيضاً، فدل ذلك على أنه من البدع، حتى لو استراحت نفسك إلى تقبيله فإن ذلك لا يعني أنه مشروع وسنة، ولو رجعنا إلى أذواق الناس وارتياحهم في مشروعية العبادة لكان الدين أوزاعاً وفرقا، ولكن المرجع في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
أما المقارنة بينه وبين الحجر الأسود، فهذه المقارنة بين سنة وبدعة، فالحجر الأسود قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أنه كان يقبله في طوافه، وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه قال حين قبل الحجر: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك)
إذا فتقبيلنا للحجر الأسود ليس لأنه ينفعنا الحجر أو يضرنا، ولكن اتباعاً للسنة سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
ولو قبل النبي- صلى الله عليه وسلم - الحجر وجميع الأركان لفعلنا، لكنه لم يقبل إلا الحجر، ولهذا لا يوجد شيء في الدنيا يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود فقط، كما جاء ذلك في الطواف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وأما قوله: إن الحجر لا يضر ولا ينفع والقرآن يضر وينفع، فهذا غلط أيضاً، نفسه- نفس الحروف، أو نفس المصحف الذي كتبت به الحروف- لا يضر ولا ينفع، الذي يضر وينفع هو العمل بالقرآن. تصديقا للأخبار، وامتثالاً للأوامر، واجتناباً للنواهي.
كذلك الحجر هو نفسه لا ينفع ولا يضر، لكن تقبيلنا إياه عبادة يحصل لنا بها ثواب، وهذا انتفاع.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟