الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 07-01-2023

التفصيل في قول بعضهم : إن الله حاضر معنا في هذا المجلس

الجواب

أمَّا إذا قال: إن الله معنا وهو في السماء، فهذا صحيح؛ فإن الله تعالى مع خلقه وهو في السماء، وأمَّا إذا أراد أنه في نفس المكان فهذا مُحرّم، بل هو كفر إذا اعتقده الإنسان؛ لأن كون الله معنا في الأرض يُنافي ما ثبت في الكتاب والسُّنة وإجماع السلف والعقل والفطرة من كون الله تعالى فوق كل شيء، ثم إنه يستلزم لوازم باطلة.

فعلى كل حال يجب على الإنسان أن يقول: إنَّ الله تعالى معنا؛ بمعنى أنه محيط بنا بعلمه، وسمعه، وبصره، وقدرته، وسلطانه، وغير ذلك من معاني ربوبيته، أمَّا أنه حالٌّ في الأمكنة فكلّا والله.

وأما كون الذي قال هذا الكلام رجلًا صالحًا، فلا يلزم من كون الرجل صالحًا أن يكون عالمًا؛ فكم من صالح جاهل، وكم من عالم غير صالح، فعليك أن تُخبِر هذا الأخ وتقول له: لا تطلق مثل هذا القول.

فالعبارة غير صحيحة، والصحيح أن يقول: إن الله تعالى معنا وهو على عرشه. وإلا فمن المعلوم أن الله تعالى قال في القرآن الكريم: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة: 7]، لكن ليس المعنى: أنه في نفس المكان، كلّا والله، هو على عرشه فوق جميع خلقه، فيقول الإنسان: (الله معنا) فقط دون كلمة (حاضرٌ).

المصدر:

[سؤال على الهاتف، للشيخ ابن عثيمين (1/49)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟