الجواب
لما نهى سبحانه عن دعاء غيره لأنه هالك، فإنه لا يصلح أن يدعى ويعبد، أخبر أنه هو الباقي وحده الذي يستحق أن يدعى ويعبد، وعبر بالوجه لأنه أشرف الأعضاء، كقوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾[الرحمن: 26- 27].
ففي الآيتين إثبات الوجه لله -عز وجل- على ما يليق بجلاله؛ لأن الوجه يعبر به عن الذات عند العرب، والقرآن نزل بلغتهم، وفيهما إخبار عن فناء كل ما سواه وبقائه وحده بجميع صفاته، فهو الحي الذي لا يموت والخلق يموتون ثم يبعثون.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.