الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

إذا قصر المدرس في أداء واجبه فهل يتصدق بشيء من راتبه؟

الجواب
يجب على من قصر في واجب وظيفته أن يتوب إلى الله وأن يقوم بواجب الوظيفة، وألا يتخلف عنها تأخرًا في الحضور أو تعجلا في الخروج، وألا يهمل الواجب أثناء القيام به هذا أمر لابد منه فإن لم يفعل صار من المطففين الذين توعدهم الله تعالى بالويل فقال: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[المطففين: 1-6].
والتسويف الذي يحصل من بعض الموظفين في التأخر عن الحضور أو التعجل في الخروج من غرور الشيطان -والعياذ بالله- لأنهم يعللون أنفسهم بأن العمل سهل، أو ربما يكون العمل قليلاً لا يستوعب الوقت، أو يقول بعضهم أيضًا: أنا مستحق لهذا الراتب وإن لم أعمل؛ لأنه من بيت المال وما أشبه ذلك من التعليلات العليلات.
فالموظف مؤتمن على وظيفته، والموظف يأخذ على وظيفته أجرًا فكيف يخون؟ وكيف يأخذ ما لا يستحق وحينئذ يدخل في الخيانة في الأمانة، وفي أكل المال بالباطل.
فعلى الموظف المعلم وغير المعلم أن يتقي الله أولا بأداء الوظيفة على الوجه المطلوب، وإذا قدر أن نفسه سولت له وفرط في الواجب، ثم هداه الله -عزّ وجلّ- فعليه أن يرد مقابل تفريطه إلى المسئول في تلك الإدارة أو الوزارة أو الرئاسة، بحيث يرد إلى بيت المال، فإن تعذر ذلك فليصرفه في مصلحة الجهة التي يعمل فيها، فإن كان معلما ففي المدرسة، وإن كان في عمل آخر ففي نفس الجهة التي يعمل فيها، فإن تعذر ذلك تصدق به على الفقراء؛ لأن الفقراء لهم حق في بيت المال، ولكن يجب أولًا أن يحذر من التفريط ليقوم بالأمانة على الوجه المطلوب.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/499-500)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟