الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 26-03-2020

أيهما أفضل أن يتصدق على الميت أو يضحي عنه ؟

الجواب
الصدقة بالدراهم عن الميت، أو وضعها في بناء مسجد، أو أعمال خيرية أفضل من الأضحية، وذلك لأن الأضحية عن الميت استقلالاً غير مشروعة؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- لا من قوله، ولا من فعله، ولا من إقراره، وقد مات للنبي - صلى الله عليه وسلم- أولاده، سوى فاطمة -رضي الله عنها- وماتت زوجتاه خديجة وزينت بنت خزيمة - رضي الله عنهما- ومات عمه حمزة - رضي الله عنه - ولم يضح عن واحد منهم، ولم نعلم أن أحداً من الصحابة - رضي الله عنهم- ضحى في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أحد من الأموات قريب ولا بعيد.
ولهذا ذهب كثير من أهل العلم إلى أن الميت لا ينتفع بالأضحية عنه، ولا يأتيه أجرها إلا أن يكون قد أوصى بها.
ولكن الصحيح: أنه ينتفع بها ويأتيه الأجر إن شاء الله، إلا أن الصدقة عنه بالدراهم والطعام أفضل؛ وذلك لأن الصدقة عن الميت قد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقوعها في عهده، وإقراره عليها بخلاف الأضحية، ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت تصدقت، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال: نعم». والذين أجازوا الأضحية عن الميت استقلالاً إنما قاسوها على الصدقة عنه، ومن المعلوم أن ثبوت الحكم في المقيس عليه أقوى من ثبوته في المقيس، فتكون الصدقة عن الميت أولى من الأضحية عنه. قال ذلك كاتبه محمد الصالح العثيمين في 7/1/1403 هـ .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/267-268)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟