الخميس 02 ذو القعدة 1445 هـ

تاريخ النشر : 17-02-2021

مخالفات تقع في شهر رجب

الجواب


ما حكم التهنئة بدخول شهر رجب؟
روى البيهقي من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: « اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في رَجَبٍ وشعبانوبلغنا رمضان»
والحديث ضعفه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في ضعيف الجامع


هل صح حديث: (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي)؟
أجاب الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
"هذا حديثٌ لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا يجوز للإنسان أن ينشره بين الناس لا بالكتابة ولا بالقول إلا إذا كان الحديث مشهوراً بين الناس وأراد أن يتكلم ويبين أنه موضوع فهذا طيب. وأما إذا لم يكن مشهوراً بين الناس فالإعراض عنه أولى حتى لا ينتشر بين الناس وهو ليس صحيحاً إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
[فتاوى نور على الدرب]



صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب:

قال الإمام النووي -رحمه الله-: "صلاة الرغائب وهي ثنتي عشرة ركعة، تُصلى بين المغرب والعشاء، ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان، ومنكران قبيحتان، ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة"[المجموع شرح المهذب (4/56)].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "الأحاديث المروية في فضل رجب بخصوصه، أو فضل صيامه، أو صيام شيء منه، أو فضل صلاة مخصوصة فيه كالرغائب، كلها كذب مختلق"[منهاج السنة النبوية (7/433)].


حكم تخصيص شهر رجب بالصوم:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما صوم رجب بخصوصه، فأحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات، وأكثر ما روي في ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل رجب يقول:«اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان»"[الفتاوى الكبرى (2/478)].

وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "أما رجب فيكره إفراده بالصوم، هذا من عمل الجاهلية، وليس عليه دليل"[نور على الدرب (16/464)].

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "والمكروه إفراده بالصوم، أماصومه مع شعبان ورمضان فهذا لا بأس فيه، وفعله بعض السلف، ولكن مع ذلك لا نراه، نرى أن لا يصوم الثلاثة أشهر يعني رجب وشعبان ورمضان"[مجموع الفتاوى (22/274)].


حكم تخصيص يوم السابع والعشرين من رجب بالصوم:

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "صيام اليوم السابع والعشرين من رجب، وقيام ليلته، وتخصيص ذلك بدعة، وكل بدعة ضلالة" [مجموع الفتاوى (20/50)].


حكم صوم أول خميس من رجب:

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "صوم أول خميس من رجب ليس له أصل، وتخصيص هذا اليوم بالصوم بدعة"[فتاوى نور على الدرب للعثيمين (11/ 2)].


حكم التقرب إلى الله تعالى بالذبح في شهر رجب [العتيرة].

أكثر الفقهاء على أن حكمها منسوخ، بحديث: «لاَ فَرَعَ وَلاَ عَتِيرَةَ»[رواه البخاري (5473) ومسلم (1976)]. قال البخاري: "وَالفَرَعُ: أَوَّلُ النِّتَاجِ، كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِطَوَاغِيتِهِمْ، وَالعَتِيرَةُ فِي رَجَبٍ".

وقال ابن عبد البر -رحمه الله-: "والعتيرة منسوخة بالأضحى عند الجميع، وهو ذبح كانوا يذبحونه في رجب في الجاهلية، وكان في أول الإسلام ثم نُسخ"[الاستذكار (5/243)].
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "وأما العتيرة فجديرة بأن تكون مكروهة -يعني الذبيحة في أول رجب- لا سيما وأنه إذا ذُبحت في أول رجب، وقيلللناس: إنّ هذا لا بأس به، فإن النفوس ميّالة إلى مثل هذه الأفعال، فربما يكون شهر رجب كشهر الأضحية، ذي الحجة، ويتكاثر الناس على ذلك، ويبقى مظهراً ومشعراً من مشاعر المناسك، وهذا لا شك أنه محظور"[الشرح الممتع (7/503)].


هل كان الإسراء في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب؟

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "أما ليلة الإسراء والمعراج، فالصحيح من أهل العلم أنها لا تُعرف، وما ورد في تعيينها من الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة، لا تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن قال: إنها ليلة (27) من رجب فقد غلط؛ لأنه ليس معه حجة شرعية تُؤيد ذلك"[مجموع فتاوى ابن باز (4/ 282)].

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "فأما ليلة السابع والعشرين من رجب، فإن الناس يدعون أنها ليلة المعراج التي عُرج بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها إلى الله -عز وجل-، وهذا لم يثبت من الناحية التاريخية، وكل شيء لم يثبت فهو باطل، والمبني على الباطل باطل"
[مجموع الفتاوى (16/193)].


حكم تخصيص شهر رجب بالعمرة:
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر في شهر رجب[البخاري (4253) ومسلم (1255)]. لكن قد ردت عليه عائشة كما في الصحيحين، قالت: "يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب قط".

وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى استحباب الاعتمار في رجب؛ لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- ومنع آخرون تخصيص رجب بالعمرة.

قال النووي -رحمه الله-: "وأما قول ابن عمر: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة، وسكت ابن عمر حين أنكرته، قال العلماء: هذا يدل على أنه اشتبه عليه، أو نسي، أو شك؛ ولهذا سكت عن الإنكار على عائشة، ومراجعتها بالكلام"[شرح مسلم (8/ 235)].

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "بل قال عمر -رضي الله عنه-: "إنّ ذلك كان شهرًا يعتمر فيه أهل الجاهلية، فأبطله الإسلام" أي: أبطل استحباب العمرة فيه،لكن روي عن بعض السلف أنهم كانوا يعتمرون فيه، فمن اعتمر دون أن يعتقد أن ذلك سنة، فلا بأس، وأما أن نقول: إنها من السنن التابعة للشهر فلا، ولم ترد العمرة في شهر من الشهور إلا في أشهر الحج وفي شهر رمضان"[لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم (190)].


حكم تخصيص المسجد النبوي بالزيارة في رجب:

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "أما زيارة المسجد النبوي في رجب فلا أعلم فيها نصًّا، ولا أعلم فيها شيئًا عن السلف الصالح". [موقع الشيخ].

وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "يظن بعض الناس أنه تُسن فيه [رجب] زيارة المسجد النبوي، ويسمونها الرجبية، وهذا لا أصل له، ولا يعرفه السلف، ولا قدماء الأمة، فهو بدعة محدثة، ليست من دين الله -عزّ وجلّ-، وزيارة المسجد النبوي مشروعة في كل وقت"
[اللقاء الشهري، لقاء رقم (60)].


حكم زيارة مسجد معاذ بن جبل -رضي الله عنه- في اليمن يوم الجمعة من شهر رجب:

قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "لم يثبت أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن اختط مسجداً له هناك، وإذا لم يثبت ذلك، فإنّ دعوى أن هذا المسجد له، دعوى بغير بينة، وكل دعوى بغير بينة، فإنها غير مقبولة،
ثانياً: لو ثبت أن معاذ بن جبل اختط مسجدًا هناك، فإنه لا يشرع إتيانه، وشد الرحل إليه، بل شد الرحل إلى مساجد غير المساجد الثلاثة منهي عنه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:«لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى»[رواه أحمد (23850) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7332)].

ثالثاً: أنّ تخصيص هذا العمل بشهر رجب بدعة أيضًا، فإنّ شهر رجب لم يُخص بشيء من العبادات لا بصوم ولا بصلاة، وإنما حكمه حكم الأشهر الحرم الأخرى"[مجموع الفتاوى (2/238- 239)].


حكم الاحتفال بليلة السابع والعشرين من شهر رجب:

قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: "الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج التي يحددونها بسبع وعشرين من رجب، هذه بدعة ليس لها أصل"[مجموع الفتاوى (8/26)].
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "لو فُرض جدلًا أنها ليلة السابع والعشرين من رجب، فإن الاحتفال بها بدعة؛ لأنهم يحتفلون بها، ويعتقدون ذلك دينًا وقُربة إلى الله -عزّ وجلّ-"[لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم (190)].


خطأ من يخطب في رجب عن الإسراء والمعراج:

سُئل فضيلة الشيخ عثيمين -رحمه الله-: كثيرٌ من خطباء المساجد في هذا الشهر تكون خطبهم عن الإسراء والمعراج، فهل في هذا حرج أم لا؟

فأجاب: "أرى أنه ليس بالمناسب؛ لأن الخطبة في الإسراء والمعراج في هذا الشهر، يعني: توكيد أنّ المعراج في هذا الشهر، وهذا غلط، أقرب ما يكون من الأقوال في المعراج: أنه كان في ربيع الأول؛ لأن ربيع الأول هو مبتدأ الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أول ما بدئ بالوحي في ربيع الأول، وصار يرى الرؤيا حتى تأتي مثل فلق الصبح، وفي رمضان نزل عليه القرآن، فأقرب ما يقال -مع أنه ليس هناك نص صريح صحيح-: إنه في ربيع الأول، وليس في رجب؛ ولذلك لا ينبغي للخطباء أن يقرؤوا قصة المعراج في الخطب في هذا الشهر؛ لأن ذلك يعني تثبيته، وإذا ثبت في قلوب العوام صار عقيدة"[اللقاءات الشهرية، لقاء رقم (40)].
والحمد لله رب العالمين


المصدر:

موسوعة الفتاوى


هل انتفعت بهذه الإجابة؟