الجواب
القرآن كلام الله تعالى حقيقة، المنزل على نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وحياً، قال تعالى: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ﴾[التوبة: 6 ]، وقال تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الأنعام: 155] ، وقال تعالى: ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾[الإسراء: 106]، والآيات في هذا كثيرة.
فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق، فقد كفر؛ لأن كلام الله تعالى صفة من صفاته، ومن زعم أن صفة من صفاته مخلوقة فهو كافر؛ لأن الصفة فرع عن الذات، ولأن في هذا القول الباطل تشبيهاً لله بخلقه، فإن بني آدم كانوا لا يتكلمون حتى خلق الله لهم كلاماً، فمن قال إن كلام الله مخلوق فقد شبه الله بخلقه. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. بل إن الله لم يزل متكلماً إذا شاء، ولا نقول: إنه كان لا يتكلم حتى خلق كلاماً، كما لا نقول: إنه قد كان لا يعلم حتى خلق علماً.
وهذا واضح لمن طلب الحق وأنار الله بصيرته.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.