الجواب
أولا: سلامك على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مستقبلا قبره مشروع، وما حصل منك من أن عينيك كانتا تذرفان الدموع علامة خير، إذا كان عن حب الرسول-صلى الله عليه وسلم- والعاطفة النبيلة نحوه، وكانت الخواطر التي تفاعلت في قلبك غير شركية، بأن كانت عن قيامه-صلى الله عليه وسلم- بالدعوة وجهاده في سبيل الله وتحمله الأذى في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصره ونحو ذلك من الخواطر التي لا غلو فيها.
أما الدعاء ورفع اليدين فيكون مع استقبال القبلة، ويجب أن يكون لله خالصا ولا يتحرى الدعاء عند القبر.
ثانيًا: الشرك الأكبر: هو ما يخرج فاعله من الإسلام -والعياذ بالله- كالاستغاثة بالرسول-صلى الله عليه وسلم- أو بغيره من الأموات مثلا، وكالنذر لغير الله والتقرب بالذبح لغير الله، وكالسجود لغير الله ونحو ذلك.
أما الشرك الأصغر: فهو من أكبر الكبائر، ولكن لا يخرج فاعله من الإسلام، مثل: الرياء الخفيف، والحلف بغير الله، وقول المسلم مخاطبا إنسانا: ما شاء الله وشئت، وتوكلت على الله وعليك.
ثالثًا: قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الزمر: 53]نهي منه لعباده أن ييأسوا من رحمته ووعد أكيد منه سبحانه بأنه يغفر الذنوب جميعا صغيرها وكبيرها وما كان شركا لمن تاب منها، فهي عامة في كل ذنب لمن تاب منه، كما قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[طه: 82].
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.