الجواب
يجوز الأكل من ذبائح أهل الكتاب اليهود والنصارى إذا ذكروا اسم الله عليها أو لم يعلم أذكروا اسم الله عليها أو لا، وكانت تلك الذبائح من الحيوانات التي أحلها الله لنا، أما أكل طعامهم أو طعامنا في أوانيهم فالصحيح جوازه؛ لقول جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- : «كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم ولا يعيب ذلك علينا».
ولقول عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - : (دلي جراب من شحم يوم خيبر فالتزمته وقلت: والله لا أعطي أحداً منه شيئاً، والتفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه سلم يبتسم) رواه البخاري ومسلم، ولأن (يهودياً دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خبز وإهالة سنخة فأكل منها) رواه أحمد وأبو داود، ويؤيد ذلك كله قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ﴾[المائدة: 5] ولكن الأحوط ترك الأكل في أوانيهم عند عدم الحاجة والدواعي إلى ذلك؛ لقول أبي ثعلبة - رضي الله عنه - : قلت: يا رسول الله، إنا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في آنيتهم ؟ قال: «لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها» كما رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.