الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

يقوم الليل بمائة ركعة فما حكم فعله؟

الجواب
أجيب على سؤال هذا الرجل الذي يقول إنه محافظ على الصلاة وعلى صلاة الليل وعلى الشفع والوتر وعلى صلاة الضحى وعلى أذكار ذكرها في سؤاله بأن ما فعله لا شك أنه قصد به الخير والتقرب إلى الله - عز وجل- ولكن الذي أنصح هذا السائل أن يحرص على أن يكون عمله موافقاً لما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنه خير وأفضل وقد سئلت عائشة - رضي الله عنها- عن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم- في رمضان فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة وذكرت ذلك مفصلاً وربما كان يصلي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشرة ركعة وهذا العدد الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يقوم به الليل أفضل من مائة ركعة ذكرها السائل في سؤاله إذا كان فعل هذه الركعات الإحدى عشرة أو الثلاثة عشرة على وجه التأني والطمأنينة وترتيل القرآن وتدبره كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل، أما مائة ركعة فإن الإنسان لا يأتي بها في الغالب إلا على وجه السرعة وعدم الطمأنينة وعدم التدبر لكتاب الله وعدم التدبر لما يقوله من تسبيح وتكبير ودعاء وأما ذكر الله - عز وجل- فلا شك أنه كلما أدام الإنسان ذكر الله فهو على خير وليس له عدد محصور يقتصر عليه بل قد مدح الله - عز وجل- الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم يعني يذكرون الله تعالى في كل حال وعلى كل حال وأما سؤاله عن كونه يصلي قاعداً فإننا نقول له إما صلاة الفريضة فلا يحل له أن يصلي قاعداً مع قدرته على القيام لقول الله تعالى: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238] ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم- لعمران بن حصين: «صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب» وأما صلاة النافلة فلا حرج عليه أن يصلي قاعداً مع قدرته على القيام ولكنه إذا فعل ذلك لغير عذر لم يكتب له إلا نصف أجر صلاة القائم كما ثبت ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نسأل الله أن يزيدنا وأخانا من فضله والتقرب إليه وعبادته على بصيرة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟