الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 16-09-2023

يشعر أثناء الصلاة بنزول قطرات من البول فما الحكم ؟

الجواب

هذه المسائل كثيرًا ما تقع، وهي أن الإنسان قد يحسّ بأنه أصابه حدث، إما ريح أو بول أو غائط، ولكن هذا قد بين شفاءه طبيب القلوب محمد -صلى الله عليه وسلم- حين شكي إليه الرجل يُخَيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا» المعنى: لا يلتفت إلى ما يحسه في قلبه حتى يتبين له ذلك بالحواس الظاهرة، وهي أن يسمع صوتا أو يجد ريحا، وكذلك لو تيقن أنه خرج منه شيء بدون أن يسمع صوتا أو يشم ريحا فإن الحكم واحد.

المهم أن هذه التقديرات النفسية لا يلتفت إليها المرء، وإنما يلتفت إلى الأمور المحسوسة، فإذا تيقن أنه خرج منه شيء فإنه بذلك ينتقض وضوؤه، ويجب عليه أن ينصرف من صلاته.

وإذا قدر أنه إمام وحصل له ذلك وتيقن أنه أحدث، أو كان إماما قد دخل في الجماعة يظن أنه على طهور، ثم تبين له بعد ذلك أنه مُحدِث، وتذكر في أثناء الصلاة، فإن الطريق في الأول وفي الثاني أن ينصرف هذا الإمام وأن يوكل من يتم الصلاة بالمأمومين ويُكمل بهم الصلاة، فإن لم يفعل -يعني انصرف بدون أن يوكل من يقوم عنه بتكميل الصلاة- فإن المأمومين يُتمون كل واحد يُتم لنفسه، أو يقدمون واحدا يُتم بهم الصلاة.

ولا تبطل صلاة المأموم في هذه الحال ببطلان صلاة الإمام، سواء كان الإمام قد دخل الصلاة على طهارة ثم أحدث بعد، أو كان قد دخل الصلاة يظن أنه متطهر ثم ذكر أنه مُحدث، فالحكم في ذلك واحد، ولا فرق، فصلاة المأمومين صحيحة على كل حال؛ وذلك لأن المأمومين اقتدوا بإمام يعتقدون صحة صلاته، ولا يعلمون عما حصل عليه من حدث سابق أو لاحق، فهم قد اتقوا الله تعالى ما استطاعوا، ومن اتقى الله ما استطاع فإنه لا يؤمر بإعادة العبادة؛ لأن هذا فوق طاقة الإنسان.

نعم، من علم أن الإمام محدث فإنه لا يجوز أن يقتدي به؛ لأنه متلاعب، لنفرض مثلا أنك والإمام جلستما على مائدة وأكلتما لحم إبل، ولحم الإبل يَنقُض الوضوء، ثم قمتما إلى الصلاة وصلى الإمام بالجماعة، وأنت منهم، فإن صلاتك لا تصح؛ لأنك ائتممت بإمام تعتقد أن صلاته باطلة، حيث صلى وهو ناقض للوضوء بأكله لحم جزور.

وأما الإمام نفسه فإنه معذور؛ لأنه قد يكون ناسيا، والمأمومون الذين خلفه ولم يعلموا بذلك هم أيضا معذورون، وليس في صلاتهم نقص، ولا يلزمهم الإعادة.

وأقول لهذا الأخ الذي يقول: إنه يحس بشيء من بول يخرج ويكون عادة في الصلاة؛ أقول له: لا تلتفت إلى هذا الذي تحس به، فلا تلتفت إليه ولو كنت في صلاتك أو خارج الصلاة، والهُ عنه، وانشغل بغيره؛ فإن ذلك يزول بإذن الله -تبارك وتعالى-.

المصدر:

]دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (١٣/210-212)[.


هل انتفعت بهذه الإجابة؟