الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

يحفظون الكثير من الآيات على سبيل الاستدلال بها ثم ينسونها فهل يأثمون ؟ وما هي أسباب نسيان القرآن ؟

الجواب
نسيان القرآن له سببان:
الأول: ما تقتضيه الطبيعة.
الثاني: الإعراض عن القرآن وعدم المبالاة به.
فالأول: لا يأثم به الإنسان ولا يعاقب عليه، فقد وقع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين صلى بالناس ونسي آية، فلما انصرف ذكره بها أبي بن كعب -رضي الله عنه -، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: «هلا كنت أذكرتنيها».
وسمع رسول الله قارئًا يقرأ، فقال: «يرحم الله فلانًا فقد ذكرني آية كنت أنسيتها». وهذا يدل على أن النسيان الذي يكون بمقتضى الطبيعة ليس فيه لوم على الإنسان.
أما ما سببه الإعراض وعدم المبالاة فهذا قد يأثم به.
وبعض الناس يكيد له الشيطان ويوسوس له ألا يحفظ القرآن لئلا ينساه ويقع في الإثم، والله -سبحانه وتعالى- يقول: ﴿فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾[النساء: 76] فليحفظ الإنسان القرآن، لأنه خير وليؤمل عدم النسيان، والله سبحانه عند ظن عبده به.
ونظير هذا ما يستدل به بعض الناس بقول الله تعالى: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾[المائدة: 101] فيترك السؤال والعلم والتعلم.
ولكن كان هذا حين نزول الوحي والتشريع، فقد يسأل البعض عن أشياء سكت الله عنها فتبين لهم فيكون فيها تشديد على المسلمين بالإيجاب أو التحريم. أما الآن فلا تغيير في الأحكام ولا نقص فيها فيجب السؤال عن الدين.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/268)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟