الجواب
رأينا بقطع النظر عن صحة هذا الكلام عن شيخ الإسلام، أولاً: لأنني لم أعثر عليه ولكني لم أكن أحطت بما كتبه شيخ الإسلام-رحمه الله-، لكن أقول إن الدعوة إلى الخير خير من أي أحد جاءت وقبول الحق واجب من أي أحد كان حتى إن الله -عزّ وجلّ- أقر الحق الذي قاله المشركون في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾[الأعراف: 28]، فأنكر قولهم: « والله أمرنا بها » وسكت عن قولهم: « وجدنا عليه آبائنا » ؛ لأنه حق ولما قال الشيطان لأبي هريرة ألا أدلك على آية في كتاب الله إذا قرأتها في ليلة لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فأخبر أبا هريرة بذلك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: «صدقك وهو كذوب» ولما جاء حبر من اليهود أي عالم من علمائهم إلى النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقال إنا نجد أن الله تعالى يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع الحديث ضحك النبي-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تصديقاُ لقول الحبر وقرأ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾[الزمر: 67]، فالحق مقبول لكن أنا أخشى أن هذا الداعي الذي لديه بدع أن ينقل الناس إلى بدعته لا سيما إذا كان عنده فصاحة وبيان وحينئذ يعيش الناس على بدعة وهذه هي المشكلة ولا شك أن نقل الناس من الكفر إلى البدعة التي لا تكفر أحسن، لكني أخشى أن تبقى هذه البدعة في قلوبهم ويعتقدون أنها هي السنة.