الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 19-09-2023

هل يحاسب المسلم على ترك الصلاة التي فاتته بعد التوبة ؟

الجواب

الإنسان مؤاخذ ومعاقب على ما ترك من واجبات ولا سيما الركن الأعظم بعد الشهادتين وهو الصلاة ؛ لأن الصلاة هي عمود الدين، وفي الحقيقة«لاَ حَظَّ في الإِسْلاَمِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ»، ولكن إذا صحت التوبة من عبد، واستقام وندم، وتاب توبة صادقة، فالتوبة تجب ما قبلها وعلى هذا أن يتوب حقيقة، وعليه أن يكثر من النوافل، ومن العبادات تكفيراً لما صدر منه أو لما سبق منه من إهمال وتفريط. وهذا بحول الله إذا لزمه كفر عنه التوبة النصوح الصادقة، والله عز وجل - يقول: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه : 82] ، وقال أيضاً : ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70]، وقال أيضا : ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان: 71] .

والله -جل وعلا- يقبل توبة العبد ما لم ينزل به الموت ويغرغر، فالله يقبل التوبة، فأبواب التوبة مفتوحة. وفي الحديث :«إِنَّ الله -عز وجل- يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسيءُ اللَّيْلِ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مَغْرِبهَا»، وفي حديث آخر :«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حين يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيقول من يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَه وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأَعْطِيهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ له»

المهم أن نتوب ونصدق في التوبة بيننا وبين الله وليعلم الله منا أننا تبنا فإذا تبنا فلنقم بأعمالنا إذا علم الله منا أننا تبنا وعزمنا وأقلعنا عن أعمال السوء والأعمال الباطلة فلنثق من الله بكل خير.

المصدر:

[ثمر الغصون من فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون4/248]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟