السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 08-09-2023

هل يجب إيقاظ ولده للصلاة إذا كان لا يستيقظ وحكم الدعاء عليه ؟

الجواب

أَمَّا هَذِهِ المرأةُ فالواجِبُ عليها أن توقظه لصلاةِ الفجرِ؛ ولصَلاةِ العَصْرِ؛ لأن النائمَ لَا يَشْعُرُ بالوقت، واليقْظانَ يُدْرِكُهُ، والواجبُ التَّعاونُ عَلَى البرِّ والتَّقْوى، ولكِنْ إِذا عَجَزَتْ عَنْهُ فالإثمُ عَليهِ، وليس عليها إِثْمٌ.

أما بالنسبة للشاب: فَنَصِيحَتِي له أَنْ يَتَّقِيَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- فِي شَبابِهِ، وَأَنْ يَقُومَ بما يحِبُّ عَلَيْهِ من صَلاةِ الفَجْرِ في جماعَةٍ، ثم ينامَ بَعْدَ ذلك، وكذلك يقال في صلاة العصر.

والعجيب أن الشيطانَ يُحْرِصُ عَلَى تَثْبِيطِ الناسِ عن صَلاةِ الفَجْرِ وصلاة العَصْرِ؛ لأن هاتين الصلاتين أفضل الصلوات، قال النبيُّ -صلى الله عَلَيْهِ وعلى آله وسلم-: (مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) والبَرْدَانِ: هما صَلاةُ الفَجْرِ، وصلاة العصْرِ، وقالَ النَّبِيُّ -صلى الله عَلَيْهِ وعلى آله وسلم-: (إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ) يعني: رُؤيَةٌ حَقِيقِيَّةٌ بالعين، لكنَّه ليسَ شَبيهًا بالقَمَرِ؛ لأنَّ الله ليسَ كَمِثْلِهِ شيء، لكنَّ التشبيه هنا تشبيه للرُّؤيَةِ، يعني: أنَّها رُؤيَةٌ عَيْنٍ حَقًّا (لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلَّا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا) والصَّلاةُ التِي قَبْلَ طُلوعِ الشَّمْسِ هي الفَجْرُ، وَالصَّلاةُ قبلَ غُروبِهَا هِي العَصْرُ، وقالَ اللهُ تعَالَى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق:۳۹]، فالشيطانُ يلْعَبُ عَلَى بعض النَّاسِ الآن ليتَهَاونَ في صلاةِ الفَجْرِ وفي صلاةِ العَصْر، وهما أفضَلُ الصلواتِ الخمس.

أما دُعاءُ هَذِهِ المرأةِ عَلَى وَلَدِهَا فنقولُ: لَا تَدْعِي عليه؛ لأَنها إِذا دَعَتْ عَلَيْهِ فلن يَزيدَهُ إلا شَرًا، ولكن بَدَلًا من أن تدعو عليه، تَدْعُو الله له، وتقول: اللهمَّ اهْدِهِ، وتَنْصَحُهُ وتأمُرُهُ بتَقْوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/58-59)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟