الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 13-12-2022

هل موضع العقل في القلب أَم في الدماغ؟

الجواب

الجمع في هذا سهل، فالمتأخرون يقولون: المراد بالقلب هنا قلب التفكير وليس قلب مضخة الدّم، وأن القلب الذي في الصدر ما هو إلا آلة ضخ للدم فقط وليس له عمل أي شيء، فيحملون القلوب في قول الرسول: "ألا وإنّ في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كُله" على أن المراد بالقلب، قلب التفكير وهذا في الدّماغ، والمعروف في الدّماغ أَنه إذا اختلّ، اختلّ التفكير واختَلّ العمل، والإمام أحمد قال: "العقل في القلب، وله اتصال بالدماغ"

وبعض المتأخرين يقول: التفكير والتصور هذا في الدماغ.

ثم الدّماغ للقلب بمنزلة السكرتير للرئيس، يعني: يتصور الأشياء ويكتب ما يُقرر ثم يرسله إلى القلب، والقلب هو الذي يُنفّذُ ويأمرُ أو ينهي، ولهذا شبّه أبو هريرة: القلب بالملك والأعضاء بالجنود، وهذا القول هو أقرب ما يكون؛ لأنه لا يمكن أن نَحمل قول النبي: "ألا وإنّ في الجسد مُضغَة"، على أن المراد القلب المعني،
والرسول فَسّر وبيّن ووضّح: "مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله".
السائل: ما هي الخلاصة؟
الشيخ: الخلاصة: أن محل التفكير الدّماغ، ومحل التّدبير القلب.

فالفهم يكون في الرأس ويكون في القلب.

المصدر:

[الشيخ ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، لقاء رقم 158]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟