الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل لأهل مكة قصر الصلاة في المشاعر ؟

الجواب
المشهور عند أصحاب الأئمة الثلاثة: الشافعي ومالك وأحمد - رحمهم الله - أن المكي لا يقصر ولا يجمع؛ لأنه غير مسافر، إذ أن السفر ما بلغ ثلاثة وثمانين كيلو، أو أكثر، والمعروف أن عرفة هي أبعد المشاعر عن مكة لا تبلغ هذا المبلغ، فعلى هذا لا يجمع أهل مكة ولا يقصرون، بل يتمون ويصلون كل صلاة في وقتها، سواء في عرفة، أو في مزدلفة، أو في منى.
وذهب أبو حنيفة - رحمه الله - إلى أنهم يجمعون ويقصرون، وقال: إن هذا الجمع والقصر سببه النسك، وليس سببه السفر، فيقصرون. ولو كانوا في منى وهي أقرب المشاعر إلى مكة.
ولكن الصحيح أن القصر في منى وفي عرفة ومزدلفة، ليس سببه النسك بل سببه السفر، والسفر لا يتقيد بالمسافة، بل يتقيد بالحال وهو أن الإنسان إذا خرج وتأهب واستعد لهذا الخروج، وحمل معه الزاد والشراب فهو مسافر.
وبناء على ذلك نقول: إن الناس في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -كانوا يتزودون للحج، أهل مكة وغير أهل مكة، ولهذا كان أهل مكة مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -في حجة الوداع، يجمعون ويقصرون تبعاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يقل: يا أهل مكة أتموا. وهذا القول هو القول الراجح، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(24/61-62)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟