الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

هل الخضر من أنبياء الله أو من أوليائه ؟

الجواب
قولك في السؤال عن الخضر، هل هو نبي أو رسول هذا ليس هو الخلاف، الخلاف هل هو نبي أو ولي أي: ليس بنبي، والصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى أعطاه علماً لا يعرفه موسى؛ من أجل الامتحان والاختبار؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: لا أعلم أحداً على وجه الأرض أعلم مني، فأراد الله تعالى أن يبين له أن من أهل الأرض من هو أعلم منه، وهو أعلم من موسى بما علمه الله من قصة السفينة، والجدار، والنفس التي قتلها فقط، وليس أعلم منه بشريعة الله.
ثم إن القول الراجح أنه ليس بحي، بل هو ميت في وقته كغيره من الناس، ولو كان حياً للزمه أن يأتي إلى النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـويؤمن به، لأن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـأرسل إلى جميع الناس، ومن المعلوم أنه لم يأت إلى الرسول، ولم يقل أحد من الصحابة أنه أتى إلى النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ثم إنه قد ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـقال: «إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد» فلو قدر أنه موجود فإنه يكون قد مات.
وعلى كل حال إن الصواب الذي لا شك فيه عندي أن الخضر قد مات، وأن موته كان مثلما يموت الناس في ذلك الوقت.
وأيضاً الصحيح أنه ليس بنبي إنما هو رجل أعطاه الله علماً في أشياء معينة، ليتبين لموسى ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـأن في الأرض من هو أعلم منه في بعض الأمور.
أما من زعم أن الولي أفضل من النبي فإنه كافر، لأن النبيين هم أعلى طبقة من طبقات بني آدم، ثم إن النبي جامع بين النبوة والولاية، والرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية، والقائلون بأن مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي كاذبون في ذلك، فأفضل طبقات بني آدم هم النبيون وعلى رأسهم الرسل، وعلى رأس الرسل أولو العزم الخمسة، ثم بعد ذلك الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(78)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟