الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

نصيحة للذين ينشغلون بالمجلات . . . عن قراءة القرآن

الجواب
يسن للمؤمن والمؤمنة الإكثار من قراءة كتاب الله مع التدبر والتعقل سواء كان ذلك من المصحف أو عن ظهر قلب؛ لقول الله سبحانه: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[ص: 29] وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾[فاطر: 29- 30] .
والتلاوة المذكورة تشمل القراءة والاتباع، والقراءة بالتدبر والتعقل والإخلاص لله وسيلة للاتباع وفيها أجر عظيم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» . رواه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» . خرجه البخاري في صحيحه، وقال - صلى الله عليه وسلم- : «من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول [ألم]، حرف. ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص: «اقرأ القرآن في كل شهر، فقال: إني أطيق أكثر من ذلك فقال: اقرأه في سبع». وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- يختمونه في كل سبع.
ووصيتي لجميع قراء القرآن الإكثار من قراءته بالتدبر والتعقل، والإخلاص لله مع قصد الفائدة والعلم، وأن يختمه في كل شهر، فإن تيسر أقل من ذلك فذلك خير عظيم، وله أن يختمه في أقل من سبع، والأفضل ألا يختمه في أقل من ثلاث؛ لأن ذلك هو أقل ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن عمرو بن العاص ، ولأن قراءته في أقل من ثلاث قد تفضي إلى العجلة وعدم التدبر، ولا يجوز أن يقرأه من المصحف إلا على طهارة، أما إن كان يقرأه عن ظهر قلب فلا حرج عليه أن يقرأه وهو على غير وضوء، أما الجنب فليس له قراءته من المصحف ولا عن ظهر قلب حتى يغتسل؛ ما روى الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد حسن عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يحجزه شيء عن القرآن سوى الجنابة» ، وبالله التوفيق .
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/415)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟