الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

معنى التغني بالقرآن

الجواب
جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن ؛ يعني: تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة.
ومنه الحديث الصحيح: «ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به» وحديث: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به»، ومعناه: تحسين الصوت بذلك - كما تقدم -.
ومعنى الحديث المتقدم: (ما أذن الله)؛ أي: ما استمع الله (كإذنه) ؛ أي: كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه - مثل سائر الصفات - يقال في استماعه - سبحانه - وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله عز وجل: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾[الشورى: 11].
والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه؛ حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن؛ حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد.
ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - لما مر عليه النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: «لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود»، فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى: (لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرتّه لك تحبيراً)
ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ؛ فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقرآن أمر مطلوب؛ ليخشع القارئ والمستمع، ويستفيد هذا وهذا.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/378-380)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟