الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما هي الكتب ينصح بها طالب العلم المتوسط؟

الجواب
أولاً أقول: لا كتاب أفضل من كتاب الله -سبحانه وتعالى-، والذي أحث إخواني عليه أن يعتنوا بالقرآن الكريم حفظًا وفهمًا وعملاً، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، يتعلمون العلم والعمل جميعًا.
ثم بعد ذلك الاعتناء بما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأحاديث، ومعلوم أن الأحاديث التي صحت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرة جدًا، وطالب العلم المبتدئ أو المتوسط لا يمكنه الإحاطة بها، لكن هناك كتب مصنفة في هذا الباب يمكن الرجوع إليها مثل: كتاب (عمدة الأحكام) لعبد الغني المقدسي -رحمه الله-، وكتاب (الأربعين النووية) للنووي -رحمه الله- وغير ذلك من الكتب المختصرة، ثم بعد هذا يرتقي إلى الكتب المطولة نوعًا ما مثل كتاب: (بلوغ المرام) و (المنتقى من أخبار المصطفى) ثم بعد هذا يزداد في قراءة كتب الأحاديث المصنفة: كصحيح البخاري وصحيح مسلم.
أما في الفقه: فينظر إلى أفضل كتاب ألف في ذلك يقرأه لينتفع به ويطبقه على ما عرفه من الأدلة حتى يكون جامعًا بين المسائل والدلائل.
أما في النحو: فيأخذ بالكتب المختصرة أولاً مثل كتاب (الأجرومية) فإنه كتاب مختصر مبارك مفيد، مقسم تقسيمًا يحيط به المبتدئ، ولاسيما إذا يسر الله له من يقربه بالشرح، ثم بعد هذا أنصحه بأن يحفظ ألفية ابن مالك -رحمه الله- ويتفهم معناها؛ لأنها ألفية مباركة فيها خير كثير.
ثم إني أنصح أيضًا أن يلازم شيخًا يثق به في علمه ودينه وأخلاقه؛ لأن تلقي العلم على المشايخ أقرب إلى الإحاطة بالعلم، وإلى معرفة الصواب، وأخصر إلى طلب العلم؛ لأن طالب العلم
الذي يقرأه من الكتب إذا لم يكرس جهوده ليلاً ونهارًا، فإنه لا يحصل شيئًا، ثم إن الكتب أيضًا متنوعة، منها ما هو ملتزم بترجيح ما ينبغي ترجيحه، أو منها ما هو متعصب للمذهب الذي هو عليه، حتى إن بعض المؤلفين- عفا الله عنا وعنهم- أحيانًا يلوون أعناق النصوص لتكون مطابقة لما يذهبون إليه، لذلك أرى أن يعتمد الإنسان على الشيخ الذي يدرس عليه في علمه ودينه وخلقه.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/375)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟