الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 02-09-2023

كيف يحرم من نسي إحرامه في عفش الطائرة ؟

الجواب

أوَّلًا يَنبغي للإنسان أن يكونَ حازمًا، وأَن يُهَيِّئ إحرَامَه ويجعله في يَدِهِ؛ لأنَّ كونَ الإِنسانِ غير حازم هَذَا يَدُلُّ على أَنَّهُ لَيْسَ بذاكَ الرجلِ، بَل يَنبَغِي أَن يكونَ حَازمًا مُسْتَعِدًا للأُمورِ قبلَ وُقُوعِها، ولكن ربما يقعُ هَذَا الَّذِي ذكرَه السائلُ نِسيانًا، والإنسانُ مَحَلَّ نِسيان، فإذا وقع مثل ذلك وقارَبَ الميقات خلعَ ثوبه واتَّزَرَ بِغُتْرَتِهِ، أي جَعلَها إزارًا، ثُمَّ خلعَ السِّروال، فإن كانَ لَيْسَ عليهِ غُترَةٌ خَلعَ قَمِيصَه وبقي مُحرمًا بسرواله؛ لقولِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَس السَّرَاوِيلَ)، ويكون إحرامه تامَّا، فالأمرُ ما فِيهِ مَشَقَةٌ أو حَرَجٌ، فإِنْ كَانَ عَليهِ غُتَرَةٌ اتَّزَرَ بالغُترة ثُمَّ خلعَ القَميصَ والسروالَ، وإن لم يكن معهُ غترةٌ خلع القميص وبقي بسرواله.

فإذا كانتِ الغترة أوِ الشماغُ خَفيفينِ لا يَستَرانِ فالسِّروالُ بَدَل عَنهُما.

على كلّ حالٍ إذا كانَ عليهِ سِروالٌ فإنهُ يَسقُطُ عنهُ الحُكْمُ، فقدْ رخَّصَ لهُ الشَّارِعُ في هذا، فإنْ قُدِّرَ أن السروال قصيرٌ، فيُمكنُ أن يجعل القَميصَ إزارًا يَلُفُّهُ على نفسه، أما إحرامه مِن جُدَّةَ فلا يَجُوزُ، فلا يَجُوزُ للإنسان أن يؤخّر الإحرام إلى جدة؛ لقول النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- حينَ وقَتَ المواقيت: (هُنَّ لَهُنَّ ولِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ).

والعَجِيبُ أن شيخ الإسلام ابن تَيْمِيةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- تَكَلَّمَ عَن هَذَا الموضوع؛ عَن تأخير الإنسانِ إذَا مرَّ بالميقاتِ مِنَ الجُوِّ حَتَّى مَا بَعدَ الميقاتِ، لكن في عهده لم يَكُنْ هناكَ طَائرات، فقَد تُوُفِّي سنة سبعِ مئةٍ وثمانٍ وعشرين، ففي عهده سَحَرةٌ أو دجالونَ يُدجلونَ على النَّاسِ يَقولونَ: نحنُ الآن يُمكِنُ أَن نحجّ ونَقَفَ فِي عَرَفَة في يومٍ عَرَفَة؛ فَتجِيءُ الشياطينُ تَحمِلهُم إلى عرفةَ ويَقولونَ للناس: نحنُ أَولياءُ اللهِ، يَقولُ: لَو لم يكنْ مِن شَطَحَاتِهِم إِلا أَنهم يَمُرُّونَ بالميقاتِ فيتجاوزنه بدونِ إحرامٍ. وهَذا ينطبق تمامًا على الطائرة.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (16/49-51)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟