الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

كيف يتصرف مع أقاربه الذين قدموا لتعزيته؟

السؤال
فضيلة الشيخ الوالد: محمد بن صالح العثيمين حفظه الله وسدد خطاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجو من فضيلتكم بيان حكم الشرع في حالتي هذه:
فما أن علم أقاربي وأقارب زوجتي وهم كثر جداً ولله الحمد ما إن علموا بوفاة ولدي حتى أتوا يعزونني ويصبرونني مواساة في ابني، وحيث إن منزلي صغير ومتواضع ولا يسعني أن أستقبلهم فيه، قمت باجتهادي الخاص باستئجار بعض الكراسي والفرش وفرشها أمام منزلي كما قمت بوضع عقد من الأنوار في ذلك المكان حيث إنه مظلم، وقمت بالانتظار والمكوث في هذا المكان ما بين المغرب والعشاء أستقبل هذه الوفود، وأصبح منزلي مكان استقبال النساء، ويعلم الله يا فضيلة الشيخ أنني ما فعلت هذا الأمر عن قصد، أو عن اعتقاد في مشروعيته، ولكن هذه هي حالتي كما ذكرت لك، وأحب أن أشير يا فضيلة الشيخ إلى أن هذا الأمر أصبح عندنا عادة متعارف عليها، ويصعب في الوقت الحاضر أن أمتنع عن استقبال هذه الوفود، وإلا لأصبحت محل نقد الناس بأنني امتنعت عن استقبال من جاء لمواساتي، كما أنني أخشى إن فعلت ذلك من وقوع فرقة بين الأهل وحصول تنازع، أو بعض الكراهية منهم تجاهي، فهل اجتهادي هذا صائب؟
وهل يعارض هذا الفعل مرضاة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم-، كما أرجو من فضيلتكم بيان التصرف الصحيح إن كان اجتهادي خاطئاً في مثل هذه الحالة؟ أرشدوني أرشدكم الله وسدد خطاكم إلى ما يحبه ويرضاه وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أرى أن تلغي ما فعلت فوراً؛ لأنه بدعة، ولأنه إضاعة مال في غير طاعة، ولا منفعة دنيوية، ولأن العزاء ليس حفل فرح تضاء له الأنوار، وتصف الكراسي، وتصنع الأطعمة ويجتمع له الناس، وقد قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت بعد دفنه وصنع الطعام من النياحة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن الميت يعذب بما نيح عليه.
وإذا كنت تخشى من انتقاد بعض الناس فقل لهم: إن الحق في العزاء لي، ولا أريد أن أفعل شيئاً لم يفعله السلف الصالح من الصحابة - رضي الله عنه- والتابعين لهم بإحسان، وأنت إذا قطعت هذه العادة ابتغاء مرضاة الله، أرضى الله عنك الناس، وانقلب غضبهم عليك رضا عنك، وبإمكانك إذا حضروا أن تبين لهم وتقول أنا الآن أكرمكم بالضيافة ولكن لا اجتماع بعد ذلك وفقك الله للخير وأعانك عليه. 7/01/1414 هـ.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/391- 392)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟