الجواب
كان النبي عليه الصلاة والسلام أحياناً يصلي بعد الوتر ركعتين جالساً، فاختلف العلماء في تخريج هذا، مع قوله - صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً».
فقال بعض العلماء: نأخذ بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، وأما فعله فهو خاص به؛ لأننا إذا واجهنا الله - عز وجل- يوم القيامة وقلنا، إننا نصلي ركعتين بعد الوتر؛ لأن نبيك - صلى الله عليه وسلم- صلاها سيقول الله - عز وجل-: ألم يقل لك نبيي: اجعل آخر صلاتك بالليل وتراً؟ ولم يقل صل ركعتين بعد الوتر وأنت جالس؟ فلماذا لم تتبع القول، فقد يكون الفعل خاصاً بالرسول - صلى الله عليه وسلم-، وعلى هذا التقدير ليس هناك إشكال، فهاتان الركعتان ليستا تشريعاً للأمة، بل هما من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم-.
وقال بعض العلماء: إن هاتين الركعتين لا تنافيان قول النبي - صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً» لأن هاتين الركعتين للوتر بمنزلة الراتبة للفريضة، فهما دون الوتر مرتبة، ولهذا كان - صلى الله عليه وسلم- يصليهما جالساً لا قائماً، وعلى هذا فلا يكون في الحديث مخالفة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً»، وهذا هو الذي ذهب إليه ابن القيم وجماعة من أهل العلم، فاعمل بذلك أحياناً.