الجواب
زيارة القبور مشروعة مطلقا، ولكن زيارة قبور المسلمين تكون للدعاء لهم والاستغفار والاتعاظ؛ لما ثبت في حديث بريدة - رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية».
وأما زيارة قبور غير المسلمين فتكون للاتعاظ والاعتبار، ولهذا لما استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه أن يزور قبر أمه أذن له، ولما استأذنه أن يستغفر لها نهاه. رواه مسلم في "صحيحه".
وأما ما ذكر من الحديث في السؤال فالمحفوظ ما في "الصحيحين" عن ابن عمر - رضي الله عنهما-، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- لما مر على ديار ثمود قال: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوها عليهم لا يصيبكم مثل ما أصابهم».
فالنهي عن الدخول في ديار المعذبين لم يرد المنع منه مطلقا، وإنما المراد النهي عن دخولها على جهة الفرجة والانبساط، وأما من دخلها متعظا باكيا فلا بأس بذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.