الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

قول ناقص في بيان معنى لا إله إلا الله

الجواب
قول هذا القائل قول ناقص، فإن هذا معنى من معاني (لا إله إلا الله) ومعناها الحقيقي الذي دعا إليه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وكفر به المشركون أنه لا معبود بحق إلا الله، فالإله بمعنى مفعول، وتأتي فِعال بمعنى مفعول وهذا كثير، ومنه فراش بمعنى مفروش، وبناء بمعنى مبني، وغراس بمعنى مغروس، فإله بمعنى مألوه، أي الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه ولا يستحق هذا حقّا إلا الله. فهذا معنى لا إله إلا الله.
وقد قسم العلماء التوحيد إلى أقسام ثلاثة: ربوبية، وألوهية، وأسماء وصفات، فتوحيد الربوبية هو إفراد الله -سبحانه- بالخلق والملك والتدبير، وتوحيد الألوهية هو إفراد الله -سبحانه- بالعبادة، وتوحيد الأسماء والصفات هو إفراد الله بما يجب له من الأسماء والصفات بأن نثبتها لله تعالى على وجه الحقيقة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وقد يقول البعض: إن هذا التقسيم للتوحيد بدعة. ولكن نقول: بتتبع النصوص الواردة في التوحيد وجدناها لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة، والاستدلال المبني على التتبع والاستقراء ثابت حتى في القرآن، كما في قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا﴾[مريم: 77- 78]. و لا هذا ولا هذا. ولهذا قال تعالى: ﴿كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾[مريم: 79].
وبعض المتكلمين قالوا: التوحيد أن تؤمن أن الله واحد في أفعاله لا شريك له، واحد في ذاته لا جزء له، واحد في صفاته لا شبيه له، وهذا تقسيم قاصر.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/83-84)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟