الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

قرروا زيارة قبر قريبهم كل خميس وجمعة ولبس السواد لمدة محددة فما حكم فعلهم؟

الجواب
هذه الأعمال غير صحيحة، والواجب على المرء إذا أصابته مصيبة أن يتلقاها بالصبر والاحتساب، لأن الحزن لا يرد شيئاً من المقدور، وقد قال الله تعالى في القرآن: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 155-156].
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لإحدى بناته وقد مات لها طفل، قال للرسول الذي أرسلته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مرها فلتصبر ولتحتسب، فإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى»، فالواجب عليكم أيها المصابون بفقد حبيبكم الصبر والاحتساب، والدعاء له بالمغفرة والرحمة، حيث إنه مسلم، وعلى هذا فإن زيارتكم لقبره، أو تكرير هذه الزيارة لقبره كل خميس وجمعة ليس بمشروع ولا ينبغي، وكذلك لبسكم السواد فإنه من البدع وإظهار الحزن، وهو شبيه بشق الجيوب ولطم الخدود الذي تبرأ النبي- صلى الله عليه وسلم- من فاعله حيث قال: «ليس منا من شق الجيوب، ولطم الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية».
أما رفع القبر فإنه أيضاً خلاف السنة، ويجب أن يسوى بالقبور التي حوله إذا كان حوله قبور، أو ينزل حتى يكون كالقبور المعتادة؛ لأن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- قال لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته».
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(17/ 421- 422)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟