الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

فتنة الدجال وظهوره آخر الزمان

الجواب
ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أن المسيح الدجال سيظهر آخر الزمان، وأنه يقول للسماء أمطري، فتمطر، ويقول للأرض أنبتي، فتنبت، وأنه يقتل رجلا مؤمنا، ثم يقول له قم، فيقوم، ويقول له: أنا ربك، فيقول له كذبت، بل أنت الأعور الكذاب الذي حدثنا عنه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، والله ما ازددت فيك إلا بصيرة، وأنه يريد قتله بعد ذلك فلا يسلط عليه، وأنه يدعي الإلهية، وقد بين النبي- صلى الله عليه وسلم- له ثلاث علامات تدل على كذبه في دعوة الإلهية، الأولى أنه أعور العين اليمنى، والله تعالى ليس بأعور، الثانية أنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن قارئ وغير قارئ، والثالثة: أنه يرى في الدنيا، والله تعالى لا يراه أحد حتى يموت. يدل على ذلك ما جاء في حديث النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عند مسلم في باب ذكر فتنة الدجال من قوله- صلى الله عليه وسلم-: «فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت» إلى قوله- صلى الله عليه وسلم- عنه: «ثم يدعو رجلا ممتلأ شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك» وفي رواية أخرى لمسلم، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- ، قوله- صلى الله عليه وسلم-: «فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي أخبرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قبل قط أشد بصيرة مني الآن، قال: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه» وعند مسلم أيضاً: «أن مع الدجال ماء ونار فناره ماء بارد وماؤه نار فلا تهلكوا»، وهذا الأخير هو الذي يقال فيه أنه تخييلا (قمرة) وما عداه مما ذكر من أحداثه ليست تخييلا، بل حقيقة واقعة أجراها الله على يده لتكون فتنة يتميز بها الطيب من الخبيث مع إقامة الحجة على كذبه فيما يدعيه من الإلهية، قال مسلم -رحمه الله- حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب ثنا الوليد بن مسلم، ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ثني يحيى بن جابر الطائي قاضي حمص، ثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير الحضرمي، أنه سمع النواس بن سمعان الكلابي وحدثني محمد بن مهران الرازي بالسند نفسه في حديث النواس «فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم» وفيه «ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك» إلخ
وفي رواية أخرى لمسلم، عن أبي سعيد الخدري «فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس، أو من خير الناس، فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون لا، قال فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه والله ما كنت قبل قط أشد بصيرة مني الآن، قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه» ا هـ من باب ذكر الدجال من كتاب الفتن.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/143-145)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟