الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

صفة صلاة الجنازة, وبيان مشروعيتها للنساء

الجواب
صلاة الجنازة مشروعة للجميع، للرجال والنساء، وهي فرض كفاية إذا قام بها واحد كفى وأجزأت، لكن السنة أن يصلي عليها جم غفير، وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «ما من مسلم يصلي عليه أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه» وفي لفظ آخر يقول - صلى الله عليه وسلم-: «ما من رجل مسلم يصلي عليه أمة من الناس يبلغون مائة، كلهم يشفعون فيه إلا شفعهم الله فيه» أو كما قال -عليه الصلاة والسلام- ، فكلما زاد الجمع صار خيرا له، يدعون له ويترحمون عليه.
وصفتها: أن الإمام يكبر أربع تكبيرات يقف عند رأس الرجل، وعند وسط المرأة أما قول بعض الفقهاء: عند صدر الرجل، فهو قول ضعيف لا أساس له، وإنما السنة أن يقف عند رأس الرجل وعند وسط المرأة، هذا ما جاءت به السنة من حديث سمرة بن جندب في الوقوف وسط المرأة، ومن حديث أنس في الوقوف عند رأس الرجل وعجيزة المرأة، فالسنة الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تدل على أنه يقف الإمام عند رأس الرجل، وعند وسط المرأة ثم يكبر، يقول: الله أكبر. ثم يقرأ الفاتحة ويتعوذ بالله من الشيطان. ويسمي ويقرأ سرا الفاتحة، ليس فيها استفتاح على الأرجح، لأنها مبنية على التخفيف، وإن جهر بعض الشيء حتى يعلم من وراءه أنه يقرأ، حتى يستفيدوا بعض الأحيان يكون حسنا، كما فعله ابن عباس للتعليم، ويقرأ سورة مع الفاتحة قصيرة، لما جاء في الأحاديث الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا», يعني: فأكثر؛ إذا قرأ سورة زيادة -وجاء في بعض الروايات أنه - صلى الله عليه وسلم- قرأ بالفاتحة وسورة- هذا أفضل، وإن اقتصر على الفاتحة كفى، وإذا قرأ معها (العصر) أو (قل هو الله أحد) وأشباه ذلك كان حسنا حتى يجمع بين الفاتحة وزيادة. ثم يكبر الثانية: الله أكبر. ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- مثل ما يصلي في الصلاة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. والمقصود أنه يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- مثل ما يصلي في الصلاة. ثم يكبر الثالثة، ويدعو للميت ويأتي بالدعوات الشرعية: اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه وأكرم نزله، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلا خيرا من أهله، اللهم أدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وافسح له في قبره ونور له فيه، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله، وإن زاد دعوات مثل: اللهم إن كان محسنا فزده في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، أو قال: اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت. أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة فكله حسن. ثم يكبر الرابعة ويسكت قليلا؛ لأن هذا جاء في بعض الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم يسلم تسليمة واحدة، هذا هو المحفوظ عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- على هذا الوجه، والشريعة عامة للنساء والرجال في الصلاة، لكن الخروج مع الجنازة للمقبرة هذا خاص بالرجال، وهكذا زيارة القبور خاص بالرجال، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: «من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن له قيراطان " قيل: يا رسول الله ما القيراطان؟ قال: " مثل الجبلين العظيمين» هذا يدل على الفضل العظيم، وقال أيضا -عليه الصلاة والسلام-: «من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلى عليها، ويفرغ من دفنها فإنه يرجع بقيراطين، كل قيراط مثل جبل أحد» هذا فضل عظيم، فإن الخروج مع الجنائز فيه جبر للمصابين، وتعزية لهم ومواساة لهم، فإنه إذا خرج معهم جبر قلوبهم وعزاهم بعمله وقوله جمعيا؛ ولهذا شرع الله الصلاة على الموتى، واتباع الجنائز لهذه الفوائد الكثيرة؛ للإحسان للميت، والدعاء له, ولجبر المصابين، ومواساتهم، ولتذكر الموت وما يكون بعد الموت، من العجائب والأهوال والأخطار، حتى يستعد المؤمن للموت وما بعده، نسأل الله للجميع العافية والسلامة.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(13/486- 489)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟