الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

رأي الشيخ في كتاب: (درة الناصحين)

الجواب
رأي في هذا الكتاب وفي غيره من كتب الوعظ أن يقرأها الإنسان بتحفظ شديد؛ لأن كثيرًا من المؤلفين في الوعظ يأتون بأحاديث لا زمام لها ولا قياد لها، ولا أصل لها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل هي أحاديث موضوعة أحيانًا، وضعيفة جدًا، أحيانًا يأتون بها من أجل ترقيق القلوب وتخويفها، وهذا خطأ عظيم. فإن فيما صح من سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من أحاديث الوعظ كفاية، والقرآن العظيم أعظم ما توعظ به القلوب كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[يونس: 57] فلا واعظ أعظم من القرآن الكريم، وما صح من السنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا عرف الإنسان حال هذه الكتب المؤلفة في الوعظ وأن فيها أحاديث موضوعة أو ضعيفة جدًا، فليحذر من هذه الأحاديث، ولا حرج عليه أن ينتفع بما فيها من كلمات الوعظ التي يكتبها الكاتبون، ولكن بالنسبة للأحاديث ليكن منها على حذر، وليسأل عنها أهل العلم، وإذا تبين له حال الحديث فليكتب على هامش الكتاب هذا الحديث ضعيف، أو موضوع، أو ما أشبه ذلك؛ لينتفع به من يطالع الكتاب بعده.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/362)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟