إِذا كَانَ والدك بِهَذِهِ المثابة؛ لَا يُصَلِّي، ويشرب الخمرَ، والله أعلم بصيامه، فإنَّه كافرٌ -والعِيَاذُ باللهِ- حتّى لو صام فإن صيامَه مَردودٌ عليه؛ لأنَّ الكافرَ لَا يُقبل منه أيُّ عملٍ، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: 54].
فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي النَّفَقَةِ لَا تُقبل، معَ أَنَّ نَفْعَهَا مُتَعَدٍّ للغَيرِ، فما بالك بِغَيْرِهَا مِنَ العِباداتِ الَّتِي لَا يَتَعَدَّى نفعُها، فإِنَّ رَدَّها عَلَى الكافر من بابِ أولى، ويجوز لك أن تدعَ هَذَا الوالدَ؛ لأنَّه مُرْتَدُّ -والعِيَاذُ باللهِ-، ولكني أقول: إذا تَرَكْتَهُ، فَأَحسِنْ إليه، ولا تَنْسَ صُحْبَتَهُ خيرًا في الدُّنْيَا، وأَسْدِ إليه النصيحةَ، ولعلَّ اللهَ تعَالَى أَنْ يَهْدِيَهُ.
[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/20)].
هل انتفعت بهذه الإجابة؟