الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 26-03-2020

حكم من يفتي بغير علم

الجواب
هذا العمل من أخطر الأمور وأعظمها إثمًا، وقد قرن الله- سبحانه وتعالى- القول عليه بلا علم، بالشرك به، فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[الأعراف: 33].
وهذا يشمل القول على الله في ذاته، أو صفاته، أو أفعاله، أو شرائعه، فلا يحل لأحد أن يفتي بشيء حتى يعلم أن هذا هو شرع الله -عزّ وجلّ- وحتى تكون عنده أداة وملكة يعرف بها ما دلت عليه النصوص من كتاب الله تعالى وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وحينئذٍ يفتي. والمفتي معبر عن الله -عزّ وجلّ- ومبلغ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا قال قولاً وهو لا يعلم أو لا يغلب على ظنه- بعد النظر والاجتهاد والتأمل في الأدلة- فإنه يكون قد قال على الله تعالى وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قولاً بلا علم، فليتأهب للعقوبة، فإن الله -عزّ وجلّ- يقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ﴾[العنكبوت: 68]
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/393)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟