الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 10-09-2023

حكم من يتعمد إسقاط : " الصلاة خير من النوم " في أذان الفجر

الجواب

نَعَمْ، "الصَّلاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوم" تُقال في أذانِ الفَجْرِ؛ لقولِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لبلال: (إِذَا أَذَّنْتَ بِالأَوَّلِ مِنَ الصُّبْحِ فَقُلِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ) والأذان الأوَّلُ: هُوَ الأذانُ الَّذِي يكون بعد طلوع الفجرِ؛ لأن الأذان الَّذِي يكون قبل طلوعِ الفَجْرِ ليسَ أذَانًا للصُّبْحِ؛ بنص الحديث عن رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، حيث قالَ: (إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلِ لِيُوقِظَ نَائِمَكُمْ، وَيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أَمْ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ).

إذن الأذانُ الَّذِي يكونُ في آخِرِ اللَّيْلِ ليسَ أَذَانًا للفَجْرِ، ومَن قال: إِنَّهُ أَذَانٌ للفَجْرِ، فَقَدْ وَهِمَ؛ لأنَّ الأذانَ للصَّلاةِ لَا يكون إلا بعد دخول الوقْتِ؛ ودَلِيلُ هَذَا قولُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنُ لَكُمْ أَحَدُكُمْ)، ومعلوم أنها لا تَحْضُرُ إِلَّا إِذا دَخَلَ الوقت.

وعلى هَذَا فمَنْ قال: إِنَّ الْمُرَادَ بهذا الأذانِ الَّذِي يكونُ قَبْلَ طُلوعِ الفَجْرِ فَقَدْ وَهِم، وقد رأيتُ في صحيح مُسْلِمٍ عن عائشةَ -رَضي اللهُ عَنْهَا- التَّصْرِيحَ بأن الأذان لصلاةِ الفَجْرِ يُسَمَّى الأذانَ الأَوَّلَ؛ حيث قالَتْ: "فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النَّدَاءِ الْأَوَّلِ، وَثَبَ فَأَفَاضَ عَلَيْهِ المَاءَ".

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/97-98)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟